Thursday, March 25, 2021

الرسالة الثانية

  

تخيلي إذا كان عندك صديقتين :

١- الأولى تنتقدك بشكل دائم و تحط من شأنك و كل عمل تقومين به تسيئ تقييمه و دائما توجهك ولا تهتم بمشاعرك كما تهتم بمشاعر الآخرين .

٢- الثانية تكلمك بطريقة إيجابية و تتحمل أخطاءك و تسندك لتكوني أفضل و تذكرك أنك جيدة و بخير و تدعوك للاهتمام بنفسك أكثر من اهتمامك بالآخرين .

فأيهما تكون مريحة الصحبة ؟ و تثري حياتك ؟

حتما الثانية ، أليس كذلك ؟

فكيف لو كانت هذه الصاحبة معك ٢٤/٧ ؟ في كل أحوالك ؟ كيف سيكون حالك ؟
 

ستغلب عليك المشاعر السلبية غير الصحية سينتابك غضب و توتر .. وقلق .. و ربما خوف دائم .

و ستعيشين في تعب مستمر و تفكير سلبي مؤلم

و سيغلب عليك : البحث عن تقدير الآخرين و احترامهم لأنك تفتقرين إلى ذلك و لا تعلمين أنه ما تبحثين عنه يكمن بداخلك .
 

و حتى تتخلصي من الصراع الداخلي و السعي لرضا الآخرين و احترامهم كوني رحيمة بنفسك فبدلا من نقدها و تخويفها كوني متقبله لها و مشجعه.

نفسك ليس لها أحدا غيرك إن لم تقدريها و تحترميها فلن ينفعك دعم و حب أحد . .

قدري نفسك .. أعطيها الأمان أن تكون ذاتها و لا ترغميها على التغيير من أجل إرضاء الآخرين ، أنت جيدة كما أنت ، خلقك الله متناسقة ، و لا تحتاجي لشئ خارجي لتكوني أفضل في عين الآخرين ..
 

أما إذا كنت مصرة على تقييم نفسك فيقول لك العلماء :

قيميها على سلوكك تجاه نفسك و الآخرين .

و ضعي لنفسك تقييما ثابت على الأمور الثابتة التي لا تتغير ليظل تقديرك لذاتك ثابت و لا يهتز .
 

كيف ؟

قدري ذاتك كإنسانه خلقها الله لغاية ،فأنت مهمة وجاء بك الله في هذه الحياة ليكون لك دور في الأرض و المجتمع و سواءً عرفت هذا الدور أم لا فأنت ذات قيمة ولم يخلقك الله عبثا بل خلقك لأنك مهمه ، ولك دور فاعل في الحياة .

قيمي نفسك على الأمور التي لا يمكن أن تتغير : على أنك كائن بشري ضعيف غير معصوم عن الخطأ ، و بذلك يرافقك شعور أن الخطأ وارد و إن صدر منك خطأ فإنك لا تقسين على نفسك و لا تنتقديها بحده لأنك مؤمنه بأنك بشر و البشر ( خطاء) و خير الخطائين التوابين .
 

وهكذا تكوني متقبلة لنفسك راضية بما خلقك الله عليه تشعرين بقيمتك رغم كل عيب و نقص .
 

عندما تؤسسي نظرتك لنفسك على هذا الأساس سيكون لديك رؤية رحيمة لذاتك و داعمة و محترمة تجعلك تتعامل من نفسك باتزان و ثقة و لا تطالبها بأمور مجهدة تفوق طاقتها .
 

١- قرري أن لا تقيمي نفسك وأصري بكل قوة وعناد ألا تقيمي أو تقيسي نفسك على أساس رضا الآخرين عنك .
 

٢- و قيمي فقط : أعمالك و ما يمكنك القيام به وليس من أنت ، قيم أعمالك بمعنـى أنت المسؤول عن كل ما يصدر منك ، وبذك تستكشف كيف تقوم بالأفضل وتستمع بما تقوم به .

No comments:

Post a Comment

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...