Thursday, March 25, 2021

الرسالة الثالثة

غالباً نفكر كنساء بعلاقتنا بالآخرين و نتوقع منهم مراعاة مشاعرنا ومعاملتنا بطريقة محددة ، والأفضل من ذلك أن نركز على : نمط علاقتنا بذاتنا

ما نمط علاقتك بذاتك ؟

فكري جيداً بهذا السؤل لأن علاقتك بذاتك تحدد علاقتك بمن حولك ، وبنجاحك في الحياة ، ولمعرفة علاقتك بذاتك لاحظي حوارك الداخلي :

هل يحمل الكثير من النضج والاعتماد على الذات أم الكثير من (الغضب - اللوم - الانتقاد) لنفسك أو للآخرين ؟

 

أن ننضج نفسياً يعني أن نتخلى عن رغبتنا بالبقاء تحت حماية الوالدين ونتولى مسئولية أنفسنا ورعايتها وتغذيتها بالحب والقبول والتحفيز للأفضل .

و بغض النظر عما حدث لك في السابق من الوالدين أو من يقوم على رعايتك فإنك الآن امرأة مستقلة نفسياً لا تحتاجي إلى : رضا الآخرين أو رعايتهم .

 

و العلاج المريح لمشكلة سوء التوافق مع الذات :

هو التحرر من الرغبة بإرضاء الآخرين والحوز على تقبلهم الكامل ، والتحرر من هذه الرغبه هو الذي سيخلصك من الأثقال النفسية التي تشغلين نفسك بالتصارع معها و الاختباء خلفها ، بسلوكيات مثل :

  • الظهور بمظهر القوية .
  • اتباع سلوك قهري (الادمان العاطفي على شخص - أو طعام - أو النت ..).
  • الفوبيا و الخوف من أمور من غير المنطقي الخوف منها .
  • الانشغال بمساعدة الآخرين أكثر من مساعدة نفسك .
  • الشعور بالتعب و الانهاك ( الاحتراق الذاتي ).
  • السلوك التحكمي بالآخر و الرغبه في تعديله .
  • إيذاء الذات .
  • التركيز على المظهر الخارجي و مظاهر التميز و الثراء .


إذا كنت عالقه في أحد هذه النماذج فأنت لا تؤذين نفسك فحسب بل تؤذين أحبابك ومن حولك أيضا ، حيث تظهر منك نتيجة لذلك سلوكيات تتسم ب:

  • الغضب و التوتر .
  • اللوم و التبرء من المسئولية.
  • التردد في إتخاذ القرارات .
  • عدم الحسم في الأمور الهامة .
  • محاولات متكررة لتغيير الآخرين وتعديل سلوكهم.
  • الغيرة من نجاح و تميز الآخرين.
  • الرغبة بتملك الآخرين و الغيرة المرضية التي لا تقوم على أدلة.
  • الحزن و الاكتئاب.
  • القلق و التوتر.

 

إذا كنت تشعرين أنك تعانين بشئ مما سبق أو أكثر فأنا أدعوك اليوم لإتخاذ قرار حاسم بتعديل الذات والتحرر من الأثقال التي تعيقك عن التقدم للأفضل

و الخطوة الأولى هي ( إعطاء النفس قيمة ) .

وماذا يعني ذلك ؟

  • يعني أن تشعري بقيمتك كإنسانه خلقها الله لهدف عظيم ووضعها في هذا الكون لحكمة ، وهي مطالبة بالاستقلالية التامة والارتقاء بالذات اتباع رسالتها في الحياة : ( إرضاء الله تعالى و الفوز بالجنة ) وعدم الانشغال عن هذه الرسالة بالمشتتات والأعذار التي تشعرك بأنك مشغولة ومتعبة بينما أنت لا تحققين من هذا الإنشغال إلا المزيد من الغوص في الألم و التشتت عن إتباع الحقيقة وتغيير الواقع إلى الأفضل.
  • و تؤمنين بأنك ستقفين يوماً أمام الله وحيدة يسألك عن عمرك فيم أفنيتيه و شبابك فيما أبليتيه و مالك من أين اكتسبتيه و فيم أنفقتيه .
  • حياتك الآن هي نتيجة الخيارات و القرارات التي إتخذتها حتى هذه اللحظة ، وحياتك القادمة ستكون نتيجة لقراراتك و إختيارات التي ستتخذيها اليوم و تعزمي عليها .
  • تحملي مسئولية حياتك الآن وتحرري من العناد والمقاومة والرفض لمبدأ (تحمل مسئولية حياتك) وإعادة تربيتها.


لعلك تتساءلين في نفسك ماذا أفعل الآن ؟

لا يوجد وصفة محددة تنقلك إلى حالة مرتفعة من تقدير الذات و الثقة بالنفسة إنها مجموعة سلوكيات وخطوات ومراحل تقومين بها وتنقلك من مرحلة إلى مرحلة أعلى ، بيد أنه لا يمكنك الانتقال من مرحلة إلى أخرها إذا كنت تصرين على أن التغيير صعب أو يجب أن يأتي من تغيير الآخرين أو تغيير ظروف الحياة.

التغيير الحقيقي يبدأ حين تقرين و تؤمنين بأن : التغيير الفعال ينبع من الداخل حتى لو لم يتغير الآخرون و لم تتغير الظروف.

 

و لتتمكني من اتخاذ هذا القرار :

  • استعيني بالله و اطلبي منه أن يبصرك بنفسك و يريك الحق.

( اللهم أنت الخبير البصير بصرني بنفسي )

( اللهم أنت الحق المبين : أرني الحق حقا و ارزقني اتباعه )

  • ركزي على رسالتك في الحياة ( إرضاء الله و الفوز بالجنة )

و إدراج كل هدف عظيم تحت هذه الرسالة لتحقيق خط سير مستقيم ورائع للحياة .

  • اسألي نفسك يومياً : تمسكي بفكرة ( يجب أن تتغير الحياة و يتغير الآخر لأكون أفضل ) ماذا قدمت لي ؟ و كيف أعاقتني عن الراحة النفسية ؟ ولتحقيق نتيجة أفضل حددي وقتاً ثابتاً ومكاناً ثابتاً و دفتراً مخصصاً وأعيدي كتابة هذا السؤال واجيبي عليه إفعلي ذلك لمدة عشرة أيام .

 

اعيدي قراءة هذه الرسائل بين الفينه والأخرى وركزي على تنفيذها ووضعها في حيز الواقع ، ستساعدك كثيرا و بشكل هائل للتنقل من مرحله الى أعلى بثبات.
 

يقول الشاعر الطغرائي في لامية العجم :

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

معرفتك بقيمة ذاتك هو الطريق لصونها من الانشغال بالتفاهات .

No comments:

Post a Comment

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...