Thursday, March 25, 2021

الرسالة الخامسة

 في رسالتنا السابقة تكلمنا عن صورة الذات ، ودورها في نجاح الحياة وقلنا أن النجاح في الحياة لا يقتصرعلى وظيفة أو شهادة أو مشروع تجاري ...

و نضيف على ذلك :
النجاح في الحياة يشمل جوانب ثلاثة :

- العلاقة مع الذات
- العلاقة مع الآخرين
- النجاح في إدارة شئون الحياة
 

و النجاح في التعامل مع الذات يتضح في إدارة المشاعر في ثلاثية الزمن :

( الماضي - الحاضر - المستقبل )

- من يحمل في قلبه ألم الماضي ـــــ يكتئب

- و من يحمل في قلبه ألم الحاضر ـــــ يشعر بالجرح

- و من يحمل في قلبه ألم من المستقبل ـــ يشعر بالقلق

 

وللتخلص من الكآبة و الجرح و القلق علينا أن نتحرر و نتخلى من الأفكار القديمة التي حملناها كعبء ثقيل على عاتقنا و تعيقنا عن التقدم ، وبالأخص الأفكار التي تحمل لوماً للآخرين .

 

لوم الآخرين يجعلنا نتخلى عن مسئولية فشلنا في بعض المهام الوظيفية أو الاجتماعية ، علما أننا نعلم بأعماقنا أن النجاح مسئوليتنا لوحدنا و لو وقف شخص في وجهك و أغلق عنك باباً من أبواب النجاح فستبقى ملايين أخرى من الأبواب فرحمة الله واسعة جداً لا يمكن لأحد أن يغلقها عنك إلا إذا اخترت أن تستجيبي له وتجلسي عند الباب المغلق متذمرة وتعيدي الذكريات السابقة وتنسحب معها نفس المشاعر القديمة حتى أنها أحياناً ترجع طازجة جديدة وكأن الحدث قد صار للتو..

إن من حسن تعاملك مع ذاتك حبها و تحفيزها للنجاح و عدم الرضوخ لأفكار الآخرين رغباتهم وقيادتها للمزيد من المحاولات والاجتهاد لتحقيق ذاتك .

عندما أخبرتكم عن جانب من قصتي و التي تشبه قصة الكثيرات منكم ، جاءتني رسائل تقول : لكن زوجي أو أبي لا يرضى بمشروعي وأنا تركته إرضاءً له و أنا الآن أتحرق حزناً بسبب ذلك .

لماذا حصرت النجاح في جانب من حياتك ؟ أو مشروع محدد ، لقد ضيقتي واسعاً ..

 

دعيني أخبرك عن جانب من حياتي : لقد خضت مشاريع كثيرة جداً بعضها كان ناجحاً نجاحاً مبهراً لكني أوقفته لأني لم أرغب بأن أعيش طوال حياتي في تنميته و السبب ؟ أنه ليس متوافق ١٠٠٪مع رسالتي في الحياة بينما عملي كإستشارية الآن وباحثة وكاتبة يتوافق تماماً مع رسالتي في الحياة .

و بعض المشاريع التي تتوافق مع رسالتي في الحياة كانت لا تتوافق مع قيمي و أخلاقي و ديني فتركتها لوجه الله ، و بعضها تركته أرضاءً لزوجي .

و على كل حال : الترك و الأخذ كان لله و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، لا ألوم نفسي ولا ألوم الآخرين ، ولا ألوم الله والقدر .

و لا أعتبر نفسي خسرت أو فشلت أعتبر نفسي جربت و اخترت وغيرت ، وأكملت دربي اجتهد وأعمل وأواظب حتى أنفع نفسي وأنفع أخواتي من النساء فإن وفقت فهذا من فضل ربي و إن فشلت علمت أن شراً أزاحه الله من طريقي ، وأترقب من الله أن يعوضني بخير منه .

كما أن الطريق لم يكن محفوفاً بالمشجعين و المشجعات لم يقف لي أحداً على أطراف الطريق يصفق و يهلل ، فالبشر يغلب عليهم التركيز على الأخطاء و العيوب : من رأى خطأً ولو مطبعيا ينتقد ويعاير ويسخر ومن رأى صواباً ونفعاً سكت وأنزوى على نفسه ، وقليل من يرد بكلمة طيبة ، وبعضهم متخصص بالسرقات يتابع ليسرق ..

انهضي بنفسك لا تقفي على أبواب الماضي متحسرة أو باكية ، دعي ما مضى يمضي واستقبلي حياتك الحاضرة بالرضا والقبول والاجتهاد ، وكوني متفاءلة بالمستقبل فهو بيد الله و الله لا يأتي منه إلا خيراً .

استمدي تفاؤلك من : إيمانك بالله وسعة عطاؤه وعظيم منه وكرمه فكل ما كان ويكون هو بأمر الله وحكمته ولطفه ، لا يعطينا ولا يمنعنا إلا لحكمة عظيمة وإن غابت عن أذهاننا لصغر عقولنا البشرية إلا أنها موجودة و لا نشك فيها .

 

و لتضيفي لنفسك قوة في السير في طريق النجاح وتطوير الذات لا تتمسكي بالحكم على نفسك بصفات قديمة ، وصفتي بها نفسك أو وصفك بها غيرك ، فالإنسان يتغير و يتطور : فمن قال لك لن تكملي تعليمك الجامعي لا يهمك رأيه عنك و تقدمي في إكمال تعليمك إن شئت ، ومن أخبرك أنك لست جيدة في الطبخ لا يهمك تعلمي أصول الطبخ من الصفر وابدأي بعمل وصفات سهلة ، ومن قال لك أنت غير منظمة لا يحق له تحديد صفاتك اجتهدي لتكوني أكثر نظماً .

 

لا تسمحي لأحداً أن يصفك كما يشاء ولا يحدد قدرك فمن قالت لك يوماً لن تتزوجي أو فاتك القطار تعدت حدودها و تدخلت في القدر ، فالرب وحده هو الذي يخلق ويملك و يدبر الأمور كيف يشاء .

 

وهو يرزق من يشاء بغير حساب ؛ بغير حساب لماضيه و ا حاضره ولا عدد مرات المحاوله أو الفشل ، أحسني الظن بالله و تحدي الأفكار السلبية التي جمعتيها في ذهنك سواءً من الآخرين أو من نفسك ، وكلما هجمت عليك فكره لتحدك من النجاح الاجتماعي أو الوظيفي ردي عليها بأن الله على كل شئ قدير وأني مستعينه به وحده ولا أحتاج لهذه الأفكار بعد اليوم .

 

و كالعادة سأكون سعيدة جداً بقراءة ردك على هذا الإيميل فتفاعلك و رسائلك تشعرني بمزيد من التحفيز و القرب منك . دمتي بخير و صحة و سلامة

No comments:

Post a Comment

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...