كيف ترين نفسك
هل كنت تعلمين أن صورة الذات و هويتك الذاتية هي السبب الأساسي في تقدمك للأمام أو تقهقرك للوراء ..
دعيني أشاركك بقصتي الشخصية :
عندما قررت ترك الوظيفة الحكومية و الاستقلال بعمل خاص ، كان قراري صعبا و يحمل مخاطرة كبيرة ، استنكر علي الكثيرين هذا القرار وضحك علي الكثيرين ، ربما حاولوا حمايتي من الاحباط و الفشل و عددوا لي مساوئ ترك الوظيفة الحكومية ، و أخبروني أني لا أستطيع .. !!
و لكني أعلم قيمة نفسي و أعلم أني أستطيع .
درست العمل جيدا و بدقة و وضعت خططي و خططي البديلة و قمت بتأسيس عملي من المنزل أولا و أخذ ذلك وقتا طويلا .
ثم انضممت لشركة كبيرة ثم انتقلت لشركة كبيرة أخرى و بعد ذلك اتخذت قرار بالتفرغ الكامل و الاستقلالية و فتح شركة خاصة بي ..
توقعي ماذا حصل ؟؟ ..
نعم توقعك صحيح : مره أخرى لامني الكثير و هددوني بالفشل و سردوا مساوئ الأعمال الخاصة و حدثوني عن الفساد و الفشل و الدمار .
والآن ؟
أنا أدير شركة ناجحة تخدم عدد كبير من النساء و تساهم في تغيير شخصياتهم و حياتهم للأفضل ، و المحبطون ؟ لا يزالون يرضخون تحت الوظيفة التي تقتل إبداعهم مقابل مبلغ مالي ثابت .
صورة الذات … كانت أهم نقطة في ارتقائي سلم المجد و الارتفاع ، و ايماني بأن الله على كل شئ قدير و تعلقي به في كل خطوة أخطوها بالدعاء و الاستخارة و المناجاة .
عندما تكون صورة الذات عندك واضحة و متزنه لا تحتاج لشخص يقول لك ماذا تعمل و كيف تعمله و متى تعمل ، و لا يعني ذلك الالقاء بالنفس في مشاريع غير مدروسة جيدا ، فقد درست الموضوع جيدا و استشرت و سهرت الليل و و درست كتب إدارة الأعمال لوحدي ، ثم استشرت مختصين ، و كتبت خطتي ، و حين جاء الوقت المناسب للتنفيذ انطلقت متوكلة على الله .
و أنت كذلك لا تحتاجين لشخص يقول لك ماذا تعملين و لا كيف تعملينه فأنت تعرفين جيدا مواهبك و قدراتك و الطريق الموصل للنجاح و سيكون كل ذلك أوضح حين تؤمنين بقدرة الله ثم تؤمنين بنفسك و لا تنتظرين رأي الآخرين فيك .
كما أن هناك نقطة مهمة جدا :
إذا كان ما تؤمنين به شئ مهم جدا في حياتك ستبذلين جهدك و توفرين الوقت و تحسنين إدارة أولوياتك للحصول عليه و ستصبرين و تجتهدين حتى لو تطلب ذلك وقتا و جهدا ..
خذي الجامعه على سبيل المثال :
ألم تصممي على الدراسة و التخرج و فرغتي جزء من وقتك لحضورالمحاضرات و كتابة التقارير و اداء المهام المطلوبة ؟
ألم تكوني تلتزمي بوقت الاختبارات و لا تقدمي الأعذار ؟
ألم تكوني تدرسي المنهج الدراسي كاملا ليلة الاختبار ؟
لم تكوني مشغوله عن القراءة و الحفظ و التركيز بتوافه الأمور ، كنت تخصصين وقت للدراسة
بينما الآن تقضين وقتك على برامج السوشيال ميديا في متابعة حسابات ( القيل و القال - و اضاعة المال - و كثرة السؤال ) دون الخروج منها بفائدة تتناسب مع الوقت المبذول من أجلها ؟
و جزء آخر من وقتك على التسوق و البحث عن الموضه و متابعتها
و جزء من الوقت على متابعة المسلسلات و الأفلام
و جزء من الوقت على الحوارات الهاتفية أو التجمعات
و حسابات التجميل و اعداد الطعام
ثم ماذا ..
تقفين في هذا العالم موقف المتابعة و ليس موقف صانعة القرار و المتفرجة و ليس المنتجة .
هناك فرق بين الناجحين و الفاشلين وهو االتوافق مع الذات و البدء بخطوة صغيرة ، ادرسي أحوال الناجحين و استنتجي الصفات التي ترغبين بالتحلي بها .
و انتبهي لأمر مهم :
النجاح : ليس بالضرورة عمل تجاري و لا شهادة عليها و شراء عقار
النجاح هو تحقيق انجازات صغيرة جدا متتابعه
مثلا :
قراءة عشر صفحات يوميا
تعلم مهارة يدوية
اتقان طبخه
حفظ آيتين يوميا
ترتيب غرفة من المنزل و هكذا ..
بعد قراءتك لهذه الرساله ماذا خطر في ذهنك ؟ هل تحبين أن تشاركيني بقصتك أو رأيك يمكنك الرد على هذا الإيميل .. سأكون سعيدة جدا بتواصلك
دمت بخير يا جميلة الروح..
No comments:
Post a Comment