Thursday, March 25, 2021

الرسالة الرابعة

 كيف ترين نفسك

 

هل كنت تعلمين أن صورة الذات و هويتك الذاتية هي السبب الأساسي في تقدمك للأمام أو تقهقرك للوراء ..

دعيني أشاركك بقصتي الشخصية :

عندما قررت ترك الوظيفة الحكومية و الاستقلال بعمل خاص ، كان قراري صعبا و يحمل مخاطرة كبيرة ، استنكر علي الكثيرين هذا القرار وضحك علي الكثيرين ، ربما حاولوا حمايتي من الاحباط و الفشل و عددوا لي مساوئ ترك الوظيفة الحكومية ، و أخبروني أني لا أستطيع .. !!

و لكني أعلم قيمة نفسي و أعلم أني أستطيع .

درست العمل جيدا و بدقة و وضعت خططي و خططي البديلة و قمت بتأسيس عملي من المنزل أولا و أخذ ذلك وقتا طويلا .

ثم انضممت لشركة كبيرة ثم انتقلت لشركة كبيرة أخرى و بعد ذلك اتخذت قرار بالتفرغ الكامل و الاستقلالية و فتح شركة خاصة بي ..

توقعي ماذا حصل ؟؟ ..

نعم توقعك صحيح : مره أخرى لامني الكثير و هددوني بالفشل و سردوا مساوئ الأعمال الخاصة و حدثوني عن الفساد و الفشل و الدمار .

والآن ؟

أنا أدير شركة ناجحة تخدم عدد كبير من النساء و تساهم في تغيير شخصياتهم و حياتهم للأفضل ، و المحبطون ؟ لا يزالون يرضخون تحت الوظيفة التي تقتل إبداعهم مقابل مبلغ مالي ثابت .

صورة الذات … كانت أهم نقطة في ارتقائي سلم المجد و الارتفاع ، و ايماني بأن الله على كل شئ قدير و تعلقي به في كل خطوة أخطوها بالدعاء و الاستخارة و المناجاة .

عندما تكون صورة الذات عندك واضحة و متزنه لا تحتاج لشخص يقول لك ماذا تعمل و كيف تعمله و متى تعمل ، و لا يعني ذلك الالقاء بالنفس في مشاريع غير مدروسة جيدا ، فقد درست الموضوع جيدا و استشرت و سهرت الليل و و درست كتب إدارة الأعمال لوحدي ، ثم استشرت مختصين ، و كتبت خطتي ، و حين جاء الوقت المناسب للتنفيذ انطلقت متوكلة على الله .

و أنت كذلك لا تحتاجين لشخص يقول لك ماذا تعملين و لا كيف تعملينه فأنت تعرفين جيدا مواهبك و قدراتك و الطريق الموصل للنجاح و سيكون كل ذلك أوضح حين تؤمنين بقدرة الله ثم تؤمنين بنفسك و لا تنتظرين رأي الآخرين فيك .
 

كما أن هناك نقطة مهمة جدا :

إذا كان ما تؤمنين به شئ مهم جدا في حياتك ستبذلين جهدك و توفرين الوقت و تحسنين إدارة أولوياتك للحصول عليه و ستصبرين و تجتهدين حتى لو تطلب ذلك وقتا و جهدا ..

خذي الجامعه على سبيل المثال :

ألم تصممي على الدراسة و التخرج و فرغتي جزء من وقتك لحضورالمحاضرات و كتابة التقارير و اداء المهام المطلوبة ؟

ألم تكوني تلتزمي بوقت الاختبارات و لا تقدمي الأعذار ؟

ألم تكوني تدرسي المنهج الدراسي كاملا ليلة الاختبار ؟

لم تكوني مشغوله عن القراءة و الحفظ و التركيز بتوافه الأمور ، كنت تخصصين وقت للدراسة

بينما الآن تقضين وقتك على برامج السوشيال ميديا في متابعة حسابات ( القيل و القال - و اضاعة المال - و كثرة السؤال ) دون الخروج منها بفائدة تتناسب مع الوقت المبذول من أجلها ؟

و جزء آخر من وقتك على التسوق و البحث عن الموضه و متابعتها

و جزء من الوقت على متابعة المسلسلات و الأفلام

و جزء من الوقت على الحوارات الهاتفية أو التجمعات

و حسابات التجميل و اعداد الطعام

ثم ماذا ..

تقفين في هذا العالم موقف المتابعة و ليس موقف صانعة القرار و المتفرجة و ليس المنتجة .

هناك فرق بين الناجحين و الفاشلين وهو االتوافق مع الذات و البدء بخطوة صغيرة ، ادرسي أحوال الناجحين و استنتجي الصفات التي ترغبين بالتحلي بها .

و انتبهي لأمر مهم :

النجاح : ليس بالضرورة عمل تجاري و لا شهادة عليها و شراء عقار

النجاح هو تحقيق انجازات صغيرة جدا متتابعه
 

مثلا :

قراءة عشر صفحات يوميا

تعلم مهارة يدوية

اتقان طبخه

حفظ آيتين يوميا

ترتيب غرفة من المنزل و هكذا ..

 

بعد قراءتك لهذه الرساله ماذا خطر في ذهنك ؟ هل تحبين أن تشاركيني بقصتك أو رأيك يمكنك الرد على هذا الإيميل .. سأكون سعيدة جدا بتواصلك

دمت بخير يا جميلة الروح..

No comments:

Post a Comment

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...