Thursday, March 25, 2021

الرسالة الأولى

هل ينقصك أمر ؟ و تظنين إذا حصلت عليه اكتمل جمال حياتك ؟

هل تتمنين التحلي بصفة ؟ ستغير شكلك و تكوني أجمل ؟

عندك مشاعر ملحة لإثبات نفسك ؟

هل تلومين نفسك كثيراً على أخطاء قديمة وتعيشين أحياناً في دائرة الشعور بالذنب و الحط من ذاتك ؟

أم أنك تلومين الآخرين ؟ على تشكيل حياتك و ذاتك على ما هي عليه ؟

وتقفين ضعيفة عن تغيير شخصيتك للأفضل .. ؟

 

كوني معي للحظات ..

شخصيتك هي مجموعة قراراتك وسلوكياتك ، وتصرفات الآخرين وقراراتهم قد تؤثر عليك ولكنها ليست المتحكم الرئيسي في أفكارك وتصرفاتك ، فأنت الوحيدة المتحكمة بسلوكك وتصرفاتك .

والحقيقة إن أهم خطوة لتغيير شخصيتك للأفضل والارتقاء بذاتك للمعالي هي ( الإيمان بنفسك ) والثقة بقدرتها على قيادتك حياتك .

الله جل في علاه أعطانا نعمة عظيمة وهي ( الإرادة ) أو ( الاختيار )،لنعيش حياة ثرية تساعدنا على تحقيق رسالتنا في الحياة ( عبادة الله والسعي لرضاه للفوز بنعيم الجنة ) .

فكل ما يصدر منا سنسأل عنه يوم القيامة وهل نسأل عما صدر منا بغير إرادتنا ؟

إن إعادة تحليل المواقف والآلام القديمة وما مررت به لا يقدمك للأفضل .. يجعلك تقفين مكانك ملتفته إلى الماضي تعيدين الذكريات القديمة وتجددين الشعور بها مره تلو الأخرى .. دون فائدة تذكر .

عقلك ثمين جدا لو أنفقنا ما في الأرض جميعا لصنع عقل آخر فلن نتمكن من ذلك إطلاقا ، ومن شكر الله على نعمة العقل : حسن استثماره و استخدامه فيما يعود علينا بالمنفعة .

فكيف تستثمرين عقلك ؟ و وقتك الذي هو رأس مالك ؟
 

الظروف التي يعيشها العالم اليوم من البقاء في المنزل و قلة الخروج من البيت و الاشتراطات الصحية و ما ترتب عليها من ضعف التجمعات تذكرني بكتاب :

(الاعتكاف على الذات) للمؤلف آنتوني ستور حيث ذكر فيه : أن العزلة والتوحد مع الذات : مصنع الابداع و يضرب المثل بمفكرين كبار لاقت أعمالهم نجاحا كبيرا كتبوا كتبهم التي أثرت البشرية و هم في ( عزلة ) مثل : دوستويفيسكي و بياتركس بوتر .

و قد تكون العزلة إجبارية مثل ما حدث لآديث بونيه حين سجنت وهي دكتوره عمرها ست وستين سبع سنوات بتهمة أنها عميلة بريطانية تحت ظروف قاسية جدا في زنزانه باردة وليس فيها نافذه و بعد ذلك بشهور حبست في زنزانه مظلمة تماما والحوائط مبلله ومغطاة بالقاذورات ولا يوجد تهوية وخرجت الدكتورة من هذا السجن بنفسية متزنه وحاله عقليه قوية لم تتأثر و لم تصب بالجنون وقد وضحت سبب ذلك في كتابها : أنها قامت بابتكار أساليب كثيرة للحفاظ على عقلها منها : كانت تقوم بجولات ذهنيه في المدن التي تعرفها جيدا .

وقامت بتأليف الأشعار ، ثم ترجمتها للغات الست التي تتقنها كوسيلة لشغل عقلها عن التفكير الحزين والقلق ، وقد نجحت فعلا في ذلك ، ويتضح ذلك في صمودها في وجه المحققين وعدم الاعتراف بذنب لم ترتكبه .

ويقول دكتور آنتوني ستور : ( و هي بذلك تكشف لنا عن حقيقة أن العقل الذي بنى بناءً مكينا و الذي خضع لنظام لا يريم عنه : يمكنه أن يظل سليماً و لا ينهار حتى تحت أقسى الظروف )

وفي التاريخ الإسلامي ورد أن الإمام شمس الأئمة السرخسي كتب كتابه المبسوط إملاءً على تلامذته من ذاكرته و هو مسجون في بئر و قضى في السجن خمسة عشر عاما ، و الكتاب الآن مطبوع في ثلاثين جزءا و يعتبر من أكبر المراجع في كتب الفقه .

قال في المبسوط عند فراغه من شرح العبادات هذا آخر شرح العبادات بأوضح المعاني، وأوجز العبارات، إملاء المحبوس عن الجمعة والجماعات ، وقال في آخر كتاب الطلاق، هذا آخر كتاب الطلاق المؤثر من المعاني الدقاق ، أملاه المحبوس عن الانطلاق المبتلى بوحشة الفراق، مصليا على صاحب البراق، ﷺ أهل الخير، والساق، صلاة تتضاعف وتدوم إلى يوم التلاق.

و أنت ؟ ماذا ستفعلين لتستثمري عقلك ووقتك للأفضل؟
ابدئي بخطوة واحدة صغيرة جدا و تذكري

( رحلة الألف الميل ٠٠ تبدأ بخطوة )

  

No comments:

Post a Comment

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...