Saturday, April 3, 2021

الرسالة السادسة

 ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك بنفسك وبالآخر ؟

 

إن رؤيتنا لمظهرنا الخارجي مهمة في تشكيل صورة الذات التي هي أساس الثقة بالنفس،وكلما اتسمت رؤيتنا لذاتنا بالاعتدال وعدم رفع سقف المتطلبات والتوقعات ازددات ثقتنا بنفسنا ورضانا عن الصورة التي خلقنا الله عليها .

وصورة الذات في زماننا الحالي قد تتأثر برؤيتنا للمشاهير الذين يطلعون علينا يومياً ( لامعين ) متناسقي المظهر ويبدون خالين من العيوب ،بملابس براقة مثالية وباهظة الثمن وأجسام متناسقة ورائعة .

 

نميل نحن البشر إلى أن يكون مظهرنا جميل وجذاب ، و لقد استغل الاعلام هذه الحاجة النفسية للتميز والجمال ؛ وعبث بصورة الذات للمرأة و الرجل على حد سواء ، بالتسويق لعيادات التجميل التي صارت تتبارى بصورة شرسة باستغلال الحاجة للتميز واثبات الذات في تسويقها لمراكزها .

كما أن الاعلام و برامج التواصل الاجتماعي يظهر لنا المشاهير بصور مثالية تماماً فنراهم يوميا : لائقوا المظهر وصحيون ويبدون واثقين من أنفسهم، وبشرتهم خالية تماماً من العيوب ، ويضفي عليهم تصفيف الشعر والمكياج والملابس وكاميرات التصوير والمجوهرات تألق وجاذبية غير معتادة .

مما يصيبنا بالإحباط من شكلنا الخارجي الذي وإن بدى طبيعيا وحلواً إلا أنه لا يقارن بمثالية مظهر المشاهير .

يجب علينا ألا ننسى أن عملهم يتطلب الظهور بمظهر جذاب وكامل ، و هم يكسبون المال من استعراض شكلهم وممتلكاتهم ليحصلوا على فرص عمل ذات دخل أكبر ، و لذلك يعرضوا أنفسهم لعلمليات التجميل ومشرط الجراح و أبر البوتكس والفيلر للتعديل بالتصغير والتكبير والقص و الترقيع ، بالإضافة إلى برامج الفوتوشوب التي تمسح كل عيوب البشرة وتظهرها بمظهر صحي مثالي صافي تماما من أي عيب ،وصور ( قبل و بعد ) المنشورة في كل مكان تؤكد لك صحة كلامي .

 

بالإضافة إلى أنه ليس من المنطقي مقارنة نفسك في الظروف اليومية العادية مع صورك أثناء حضور حفل زفاف قمت فيه بوضع مكياج على يد خبيرة وسرحتى شعرك عند مصففة شعر ولبست أبهى حله وأجمل مجوهرات ، وربما تعرضت الصورة للتعديل والفوتوشوب .

فما بالك بمقارنة نفسك من تدعوها وظيفتها كفتاة إعلانات أو ممثلة لبذل جهد مضاعف في التجميل وتصفيف الشعر واختيار الملابس والوقوف تحت إضاءة معينة وفلاتر ؟

 

حتى حواراتهم في المقابلات أو ظهورهم المصور المنشور بوسائل التواصل الاجتماعي كله يتعرض للإعداد و التدريب ليظهروا بمظهر الواثقين والمثاليين .

 

ليس من المنطقي مقارنة نفسك بجمال وهمي ، فالحياة الواقعية فيها النقص والعيب وليست مثالية كما يصورها ( فتاة الإعلانات ) وغيرهم ، فرحمةً بنفسك ولطفا بها : لا تفرضي على نفسك شروط المثالية و الكمال لترفعي من قدرك وثقتك بنفسك .

 

فلقد أثبتت الدراسات النفسية أن من يربط ثقته بنفسه بمظهره الخارجي يصبح ضعيفا أمام أي تغيير يحصل لشكله ، لأنه يعلق ثقته بنفسه بأمر غير دائم وقابل للتغيير مع ظروف الحياة و الأمراض و الحمل و الولادة و تقدم العمر .

و يصبح بذلك عبدا لصورته و شكله ويعطيها جل اهتمامه و ماله و يتوقع بناءً على ذلك أن يحصل على إعجاب الآخرين وانجذابهم .. و إن لم يحدث ؟ رجع على نفسه باللائمة و ازداد في سباق التجميل .

 

والاهتمام المفرط بالشكل يجعل الانسان يشعر من داخله باللامعنوية و الغضب من نفسه و الآخرين والخوف وعدم الأمان وفي أعماقه لا يثق بنفسه كما يبدو عليه مما يجعله يظهر المزيد من الاستعراض و اللمعان الخارجي ليبهر الناس وهو من الداخل هش ومهشم .

 

تقبلي الصورة التي خلقك الله عليها وأضيفي لها العناية والتشذيب الذي يزيدك جمالا بالمعقول ودون تجاوز الحدود الصحية و الشرعية .

وذكري نفسك دائما أن الجمال الحقيقي هو جمال علاقتك بذاتك وجمال علاقتك بالآخرين وأن الناس تحبك لما أنت عليه من حسن خلق و رقي في الطباع وليس للون بشرتك و طول شعرك و مجوهراتك .

والانجذاب والحب يرتبط ارتباطا وثيقا بالارتباط النفسي و اشباع الحاجات النفسية أكثر من المظهر والشكل .

إذا كنت تحبين القراءة و خصوصا الأدبية فأنا أدعوك لقراءة قصة

(قبح جميل) لمصطفى صادق الرافعي ، فقد قرأتها في مراهقتي و أثرت ببنياني النفسي أشد التأثير .

 

++ أثق أن لديك الكثير من القصص لتحكيها لنا وأسعد بقراءتها ++

Thursday, March 25, 2021

الرسالة الخامسة

 في رسالتنا السابقة تكلمنا عن صورة الذات ، ودورها في نجاح الحياة وقلنا أن النجاح في الحياة لا يقتصرعلى وظيفة أو شهادة أو مشروع تجاري ...

و نضيف على ذلك :
النجاح في الحياة يشمل جوانب ثلاثة :

- العلاقة مع الذات
- العلاقة مع الآخرين
- النجاح في إدارة شئون الحياة
 

و النجاح في التعامل مع الذات يتضح في إدارة المشاعر في ثلاثية الزمن :

( الماضي - الحاضر - المستقبل )

- من يحمل في قلبه ألم الماضي ـــــ يكتئب

- و من يحمل في قلبه ألم الحاضر ـــــ يشعر بالجرح

- و من يحمل في قلبه ألم من المستقبل ـــ يشعر بالقلق

 

وللتخلص من الكآبة و الجرح و القلق علينا أن نتحرر و نتخلى من الأفكار القديمة التي حملناها كعبء ثقيل على عاتقنا و تعيقنا عن التقدم ، وبالأخص الأفكار التي تحمل لوماً للآخرين .

 

لوم الآخرين يجعلنا نتخلى عن مسئولية فشلنا في بعض المهام الوظيفية أو الاجتماعية ، علما أننا نعلم بأعماقنا أن النجاح مسئوليتنا لوحدنا و لو وقف شخص في وجهك و أغلق عنك باباً من أبواب النجاح فستبقى ملايين أخرى من الأبواب فرحمة الله واسعة جداً لا يمكن لأحد أن يغلقها عنك إلا إذا اخترت أن تستجيبي له وتجلسي عند الباب المغلق متذمرة وتعيدي الذكريات السابقة وتنسحب معها نفس المشاعر القديمة حتى أنها أحياناً ترجع طازجة جديدة وكأن الحدث قد صار للتو..

إن من حسن تعاملك مع ذاتك حبها و تحفيزها للنجاح و عدم الرضوخ لأفكار الآخرين رغباتهم وقيادتها للمزيد من المحاولات والاجتهاد لتحقيق ذاتك .

عندما أخبرتكم عن جانب من قصتي و التي تشبه قصة الكثيرات منكم ، جاءتني رسائل تقول : لكن زوجي أو أبي لا يرضى بمشروعي وأنا تركته إرضاءً له و أنا الآن أتحرق حزناً بسبب ذلك .

لماذا حصرت النجاح في جانب من حياتك ؟ أو مشروع محدد ، لقد ضيقتي واسعاً ..

 

دعيني أخبرك عن جانب من حياتي : لقد خضت مشاريع كثيرة جداً بعضها كان ناجحاً نجاحاً مبهراً لكني أوقفته لأني لم أرغب بأن أعيش طوال حياتي في تنميته و السبب ؟ أنه ليس متوافق ١٠٠٪مع رسالتي في الحياة بينما عملي كإستشارية الآن وباحثة وكاتبة يتوافق تماماً مع رسالتي في الحياة .

و بعض المشاريع التي تتوافق مع رسالتي في الحياة كانت لا تتوافق مع قيمي و أخلاقي و ديني فتركتها لوجه الله ، و بعضها تركته أرضاءً لزوجي .

و على كل حال : الترك و الأخذ كان لله و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، لا ألوم نفسي ولا ألوم الآخرين ، ولا ألوم الله والقدر .

و لا أعتبر نفسي خسرت أو فشلت أعتبر نفسي جربت و اخترت وغيرت ، وأكملت دربي اجتهد وأعمل وأواظب حتى أنفع نفسي وأنفع أخواتي من النساء فإن وفقت فهذا من فضل ربي و إن فشلت علمت أن شراً أزاحه الله من طريقي ، وأترقب من الله أن يعوضني بخير منه .

كما أن الطريق لم يكن محفوفاً بالمشجعين و المشجعات لم يقف لي أحداً على أطراف الطريق يصفق و يهلل ، فالبشر يغلب عليهم التركيز على الأخطاء و العيوب : من رأى خطأً ولو مطبعيا ينتقد ويعاير ويسخر ومن رأى صواباً ونفعاً سكت وأنزوى على نفسه ، وقليل من يرد بكلمة طيبة ، وبعضهم متخصص بالسرقات يتابع ليسرق ..

انهضي بنفسك لا تقفي على أبواب الماضي متحسرة أو باكية ، دعي ما مضى يمضي واستقبلي حياتك الحاضرة بالرضا والقبول والاجتهاد ، وكوني متفاءلة بالمستقبل فهو بيد الله و الله لا يأتي منه إلا خيراً .

استمدي تفاؤلك من : إيمانك بالله وسعة عطاؤه وعظيم منه وكرمه فكل ما كان ويكون هو بأمر الله وحكمته ولطفه ، لا يعطينا ولا يمنعنا إلا لحكمة عظيمة وإن غابت عن أذهاننا لصغر عقولنا البشرية إلا أنها موجودة و لا نشك فيها .

 

و لتضيفي لنفسك قوة في السير في طريق النجاح وتطوير الذات لا تتمسكي بالحكم على نفسك بصفات قديمة ، وصفتي بها نفسك أو وصفك بها غيرك ، فالإنسان يتغير و يتطور : فمن قال لك لن تكملي تعليمك الجامعي لا يهمك رأيه عنك و تقدمي في إكمال تعليمك إن شئت ، ومن أخبرك أنك لست جيدة في الطبخ لا يهمك تعلمي أصول الطبخ من الصفر وابدأي بعمل وصفات سهلة ، ومن قال لك أنت غير منظمة لا يحق له تحديد صفاتك اجتهدي لتكوني أكثر نظماً .

 

لا تسمحي لأحداً أن يصفك كما يشاء ولا يحدد قدرك فمن قالت لك يوماً لن تتزوجي أو فاتك القطار تعدت حدودها و تدخلت في القدر ، فالرب وحده هو الذي يخلق ويملك و يدبر الأمور كيف يشاء .

 

وهو يرزق من يشاء بغير حساب ؛ بغير حساب لماضيه و ا حاضره ولا عدد مرات المحاوله أو الفشل ، أحسني الظن بالله و تحدي الأفكار السلبية التي جمعتيها في ذهنك سواءً من الآخرين أو من نفسك ، وكلما هجمت عليك فكره لتحدك من النجاح الاجتماعي أو الوظيفي ردي عليها بأن الله على كل شئ قدير وأني مستعينه به وحده ولا أحتاج لهذه الأفكار بعد اليوم .

 

و كالعادة سأكون سعيدة جداً بقراءة ردك على هذا الإيميل فتفاعلك و رسائلك تشعرني بمزيد من التحفيز و القرب منك . دمتي بخير و صحة و سلامة

الرسالة الرابعة

 كيف ترين نفسك

 

هل كنت تعلمين أن صورة الذات و هويتك الذاتية هي السبب الأساسي في تقدمك للأمام أو تقهقرك للوراء ..

دعيني أشاركك بقصتي الشخصية :

عندما قررت ترك الوظيفة الحكومية و الاستقلال بعمل خاص ، كان قراري صعبا و يحمل مخاطرة كبيرة ، استنكر علي الكثيرين هذا القرار وضحك علي الكثيرين ، ربما حاولوا حمايتي من الاحباط و الفشل و عددوا لي مساوئ ترك الوظيفة الحكومية ، و أخبروني أني لا أستطيع .. !!

و لكني أعلم قيمة نفسي و أعلم أني أستطيع .

درست العمل جيدا و بدقة و وضعت خططي و خططي البديلة و قمت بتأسيس عملي من المنزل أولا و أخذ ذلك وقتا طويلا .

ثم انضممت لشركة كبيرة ثم انتقلت لشركة كبيرة أخرى و بعد ذلك اتخذت قرار بالتفرغ الكامل و الاستقلالية و فتح شركة خاصة بي ..

توقعي ماذا حصل ؟؟ ..

نعم توقعك صحيح : مره أخرى لامني الكثير و هددوني بالفشل و سردوا مساوئ الأعمال الخاصة و حدثوني عن الفساد و الفشل و الدمار .

والآن ؟

أنا أدير شركة ناجحة تخدم عدد كبير من النساء و تساهم في تغيير شخصياتهم و حياتهم للأفضل ، و المحبطون ؟ لا يزالون يرضخون تحت الوظيفة التي تقتل إبداعهم مقابل مبلغ مالي ثابت .

صورة الذات … كانت أهم نقطة في ارتقائي سلم المجد و الارتفاع ، و ايماني بأن الله على كل شئ قدير و تعلقي به في كل خطوة أخطوها بالدعاء و الاستخارة و المناجاة .

عندما تكون صورة الذات عندك واضحة و متزنه لا تحتاج لشخص يقول لك ماذا تعمل و كيف تعمله و متى تعمل ، و لا يعني ذلك الالقاء بالنفس في مشاريع غير مدروسة جيدا ، فقد درست الموضوع جيدا و استشرت و سهرت الليل و و درست كتب إدارة الأعمال لوحدي ، ثم استشرت مختصين ، و كتبت خطتي ، و حين جاء الوقت المناسب للتنفيذ انطلقت متوكلة على الله .

و أنت كذلك لا تحتاجين لشخص يقول لك ماذا تعملين و لا كيف تعملينه فأنت تعرفين جيدا مواهبك و قدراتك و الطريق الموصل للنجاح و سيكون كل ذلك أوضح حين تؤمنين بقدرة الله ثم تؤمنين بنفسك و لا تنتظرين رأي الآخرين فيك .
 

كما أن هناك نقطة مهمة جدا :

إذا كان ما تؤمنين به شئ مهم جدا في حياتك ستبذلين جهدك و توفرين الوقت و تحسنين إدارة أولوياتك للحصول عليه و ستصبرين و تجتهدين حتى لو تطلب ذلك وقتا و جهدا ..

خذي الجامعه على سبيل المثال :

ألم تصممي على الدراسة و التخرج و فرغتي جزء من وقتك لحضورالمحاضرات و كتابة التقارير و اداء المهام المطلوبة ؟

ألم تكوني تلتزمي بوقت الاختبارات و لا تقدمي الأعذار ؟

ألم تكوني تدرسي المنهج الدراسي كاملا ليلة الاختبار ؟

لم تكوني مشغوله عن القراءة و الحفظ و التركيز بتوافه الأمور ، كنت تخصصين وقت للدراسة

بينما الآن تقضين وقتك على برامج السوشيال ميديا في متابعة حسابات ( القيل و القال - و اضاعة المال - و كثرة السؤال ) دون الخروج منها بفائدة تتناسب مع الوقت المبذول من أجلها ؟

و جزء آخر من وقتك على التسوق و البحث عن الموضه و متابعتها

و جزء من الوقت على متابعة المسلسلات و الأفلام

و جزء من الوقت على الحوارات الهاتفية أو التجمعات

و حسابات التجميل و اعداد الطعام

ثم ماذا ..

تقفين في هذا العالم موقف المتابعة و ليس موقف صانعة القرار و المتفرجة و ليس المنتجة .

هناك فرق بين الناجحين و الفاشلين وهو االتوافق مع الذات و البدء بخطوة صغيرة ، ادرسي أحوال الناجحين و استنتجي الصفات التي ترغبين بالتحلي بها .

و انتبهي لأمر مهم :

النجاح : ليس بالضرورة عمل تجاري و لا شهادة عليها و شراء عقار

النجاح هو تحقيق انجازات صغيرة جدا متتابعه
 

مثلا :

قراءة عشر صفحات يوميا

تعلم مهارة يدوية

اتقان طبخه

حفظ آيتين يوميا

ترتيب غرفة من المنزل و هكذا ..

 

بعد قراءتك لهذه الرساله ماذا خطر في ذهنك ؟ هل تحبين أن تشاركيني بقصتك أو رأيك يمكنك الرد على هذا الإيميل .. سأكون سعيدة جدا بتواصلك

دمت بخير يا جميلة الروح..

الرسالة الثالثة

غالباً نفكر كنساء بعلاقتنا بالآخرين و نتوقع منهم مراعاة مشاعرنا ومعاملتنا بطريقة محددة ، والأفضل من ذلك أن نركز على : نمط علاقتنا بذاتنا

ما نمط علاقتك بذاتك ؟

فكري جيداً بهذا السؤل لأن علاقتك بذاتك تحدد علاقتك بمن حولك ، وبنجاحك في الحياة ، ولمعرفة علاقتك بذاتك لاحظي حوارك الداخلي :

هل يحمل الكثير من النضج والاعتماد على الذات أم الكثير من (الغضب - اللوم - الانتقاد) لنفسك أو للآخرين ؟

 

أن ننضج نفسياً يعني أن نتخلى عن رغبتنا بالبقاء تحت حماية الوالدين ونتولى مسئولية أنفسنا ورعايتها وتغذيتها بالحب والقبول والتحفيز للأفضل .

و بغض النظر عما حدث لك في السابق من الوالدين أو من يقوم على رعايتك فإنك الآن امرأة مستقلة نفسياً لا تحتاجي إلى : رضا الآخرين أو رعايتهم .

 

و العلاج المريح لمشكلة سوء التوافق مع الذات :

هو التحرر من الرغبة بإرضاء الآخرين والحوز على تقبلهم الكامل ، والتحرر من هذه الرغبه هو الذي سيخلصك من الأثقال النفسية التي تشغلين نفسك بالتصارع معها و الاختباء خلفها ، بسلوكيات مثل :

  • الظهور بمظهر القوية .
  • اتباع سلوك قهري (الادمان العاطفي على شخص - أو طعام - أو النت ..).
  • الفوبيا و الخوف من أمور من غير المنطقي الخوف منها .
  • الانشغال بمساعدة الآخرين أكثر من مساعدة نفسك .
  • الشعور بالتعب و الانهاك ( الاحتراق الذاتي ).
  • السلوك التحكمي بالآخر و الرغبه في تعديله .
  • إيذاء الذات .
  • التركيز على المظهر الخارجي و مظاهر التميز و الثراء .


إذا كنت عالقه في أحد هذه النماذج فأنت لا تؤذين نفسك فحسب بل تؤذين أحبابك ومن حولك أيضا ، حيث تظهر منك نتيجة لذلك سلوكيات تتسم ب:

  • الغضب و التوتر .
  • اللوم و التبرء من المسئولية.
  • التردد في إتخاذ القرارات .
  • عدم الحسم في الأمور الهامة .
  • محاولات متكررة لتغيير الآخرين وتعديل سلوكهم.
  • الغيرة من نجاح و تميز الآخرين.
  • الرغبة بتملك الآخرين و الغيرة المرضية التي لا تقوم على أدلة.
  • الحزن و الاكتئاب.
  • القلق و التوتر.

 

إذا كنت تشعرين أنك تعانين بشئ مما سبق أو أكثر فأنا أدعوك اليوم لإتخاذ قرار حاسم بتعديل الذات والتحرر من الأثقال التي تعيقك عن التقدم للأفضل

و الخطوة الأولى هي ( إعطاء النفس قيمة ) .

وماذا يعني ذلك ؟

  • يعني أن تشعري بقيمتك كإنسانه خلقها الله لهدف عظيم ووضعها في هذا الكون لحكمة ، وهي مطالبة بالاستقلالية التامة والارتقاء بالذات اتباع رسالتها في الحياة : ( إرضاء الله تعالى و الفوز بالجنة ) وعدم الانشغال عن هذه الرسالة بالمشتتات والأعذار التي تشعرك بأنك مشغولة ومتعبة بينما أنت لا تحققين من هذا الإنشغال إلا المزيد من الغوص في الألم و التشتت عن إتباع الحقيقة وتغيير الواقع إلى الأفضل.
  • و تؤمنين بأنك ستقفين يوماً أمام الله وحيدة يسألك عن عمرك فيم أفنيتيه و شبابك فيما أبليتيه و مالك من أين اكتسبتيه و فيم أنفقتيه .
  • حياتك الآن هي نتيجة الخيارات و القرارات التي إتخذتها حتى هذه اللحظة ، وحياتك القادمة ستكون نتيجة لقراراتك و إختيارات التي ستتخذيها اليوم و تعزمي عليها .
  • تحملي مسئولية حياتك الآن وتحرري من العناد والمقاومة والرفض لمبدأ (تحمل مسئولية حياتك) وإعادة تربيتها.


لعلك تتساءلين في نفسك ماذا أفعل الآن ؟

لا يوجد وصفة محددة تنقلك إلى حالة مرتفعة من تقدير الذات و الثقة بالنفسة إنها مجموعة سلوكيات وخطوات ومراحل تقومين بها وتنقلك من مرحلة إلى مرحلة أعلى ، بيد أنه لا يمكنك الانتقال من مرحلة إلى أخرها إذا كنت تصرين على أن التغيير صعب أو يجب أن يأتي من تغيير الآخرين أو تغيير ظروف الحياة.

التغيير الحقيقي يبدأ حين تقرين و تؤمنين بأن : التغيير الفعال ينبع من الداخل حتى لو لم يتغير الآخرون و لم تتغير الظروف.

 

و لتتمكني من اتخاذ هذا القرار :

  • استعيني بالله و اطلبي منه أن يبصرك بنفسك و يريك الحق.

( اللهم أنت الخبير البصير بصرني بنفسي )

( اللهم أنت الحق المبين : أرني الحق حقا و ارزقني اتباعه )

  • ركزي على رسالتك في الحياة ( إرضاء الله و الفوز بالجنة )

و إدراج كل هدف عظيم تحت هذه الرسالة لتحقيق خط سير مستقيم ورائع للحياة .

  • اسألي نفسك يومياً : تمسكي بفكرة ( يجب أن تتغير الحياة و يتغير الآخر لأكون أفضل ) ماذا قدمت لي ؟ و كيف أعاقتني عن الراحة النفسية ؟ ولتحقيق نتيجة أفضل حددي وقتاً ثابتاً ومكاناً ثابتاً و دفتراً مخصصاً وأعيدي كتابة هذا السؤال واجيبي عليه إفعلي ذلك لمدة عشرة أيام .

 

اعيدي قراءة هذه الرسائل بين الفينه والأخرى وركزي على تنفيذها ووضعها في حيز الواقع ، ستساعدك كثيرا و بشكل هائل للتنقل من مرحله الى أعلى بثبات.
 

يقول الشاعر الطغرائي في لامية العجم :

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

معرفتك بقيمة ذاتك هو الطريق لصونها من الانشغال بالتفاهات .

الرسالة الثانية

  

تخيلي إذا كان عندك صديقتين :

١- الأولى تنتقدك بشكل دائم و تحط من شأنك و كل عمل تقومين به تسيئ تقييمه و دائما توجهك ولا تهتم بمشاعرك كما تهتم بمشاعر الآخرين .

٢- الثانية تكلمك بطريقة إيجابية و تتحمل أخطاءك و تسندك لتكوني أفضل و تذكرك أنك جيدة و بخير و تدعوك للاهتمام بنفسك أكثر من اهتمامك بالآخرين .

فأيهما تكون مريحة الصحبة ؟ و تثري حياتك ؟

حتما الثانية ، أليس كذلك ؟

فكيف لو كانت هذه الصاحبة معك ٢٤/٧ ؟ في كل أحوالك ؟ كيف سيكون حالك ؟
 

ستغلب عليك المشاعر السلبية غير الصحية سينتابك غضب و توتر .. وقلق .. و ربما خوف دائم .

و ستعيشين في تعب مستمر و تفكير سلبي مؤلم

و سيغلب عليك : البحث عن تقدير الآخرين و احترامهم لأنك تفتقرين إلى ذلك و لا تعلمين أنه ما تبحثين عنه يكمن بداخلك .
 

و حتى تتخلصي من الصراع الداخلي و السعي لرضا الآخرين و احترامهم كوني رحيمة بنفسك فبدلا من نقدها و تخويفها كوني متقبله لها و مشجعه.

نفسك ليس لها أحدا غيرك إن لم تقدريها و تحترميها فلن ينفعك دعم و حب أحد . .

قدري نفسك .. أعطيها الأمان أن تكون ذاتها و لا ترغميها على التغيير من أجل إرضاء الآخرين ، أنت جيدة كما أنت ، خلقك الله متناسقة ، و لا تحتاجي لشئ خارجي لتكوني أفضل في عين الآخرين ..
 

أما إذا كنت مصرة على تقييم نفسك فيقول لك العلماء :

قيميها على سلوكك تجاه نفسك و الآخرين .

و ضعي لنفسك تقييما ثابت على الأمور الثابتة التي لا تتغير ليظل تقديرك لذاتك ثابت و لا يهتز .
 

كيف ؟

قدري ذاتك كإنسانه خلقها الله لغاية ،فأنت مهمة وجاء بك الله في هذه الحياة ليكون لك دور في الأرض و المجتمع و سواءً عرفت هذا الدور أم لا فأنت ذات قيمة ولم يخلقك الله عبثا بل خلقك لأنك مهمه ، ولك دور فاعل في الحياة .

قيمي نفسك على الأمور التي لا يمكن أن تتغير : على أنك كائن بشري ضعيف غير معصوم عن الخطأ ، و بذلك يرافقك شعور أن الخطأ وارد و إن صدر منك خطأ فإنك لا تقسين على نفسك و لا تنتقديها بحده لأنك مؤمنه بأنك بشر و البشر ( خطاء) و خير الخطائين التوابين .
 

وهكذا تكوني متقبلة لنفسك راضية بما خلقك الله عليه تشعرين بقيمتك رغم كل عيب و نقص .
 

عندما تؤسسي نظرتك لنفسك على هذا الأساس سيكون لديك رؤية رحيمة لذاتك و داعمة و محترمة تجعلك تتعامل من نفسك باتزان و ثقة و لا تطالبها بأمور مجهدة تفوق طاقتها .
 

١- قرري أن لا تقيمي نفسك وأصري بكل قوة وعناد ألا تقيمي أو تقيسي نفسك على أساس رضا الآخرين عنك .
 

٢- و قيمي فقط : أعمالك و ما يمكنك القيام به وليس من أنت ، قيم أعمالك بمعنـى أنت المسؤول عن كل ما يصدر منك ، وبذك تستكشف كيف تقوم بالأفضل وتستمع بما تقوم به .

الرسالة الأولى

هل ينقصك أمر ؟ و تظنين إذا حصلت عليه اكتمل جمال حياتك ؟

هل تتمنين التحلي بصفة ؟ ستغير شكلك و تكوني أجمل ؟

عندك مشاعر ملحة لإثبات نفسك ؟

هل تلومين نفسك كثيراً على أخطاء قديمة وتعيشين أحياناً في دائرة الشعور بالذنب و الحط من ذاتك ؟

أم أنك تلومين الآخرين ؟ على تشكيل حياتك و ذاتك على ما هي عليه ؟

وتقفين ضعيفة عن تغيير شخصيتك للأفضل .. ؟

 

كوني معي للحظات ..

شخصيتك هي مجموعة قراراتك وسلوكياتك ، وتصرفات الآخرين وقراراتهم قد تؤثر عليك ولكنها ليست المتحكم الرئيسي في أفكارك وتصرفاتك ، فأنت الوحيدة المتحكمة بسلوكك وتصرفاتك .

والحقيقة إن أهم خطوة لتغيير شخصيتك للأفضل والارتقاء بذاتك للمعالي هي ( الإيمان بنفسك ) والثقة بقدرتها على قيادتك حياتك .

الله جل في علاه أعطانا نعمة عظيمة وهي ( الإرادة ) أو ( الاختيار )،لنعيش حياة ثرية تساعدنا على تحقيق رسالتنا في الحياة ( عبادة الله والسعي لرضاه للفوز بنعيم الجنة ) .

فكل ما يصدر منا سنسأل عنه يوم القيامة وهل نسأل عما صدر منا بغير إرادتنا ؟

إن إعادة تحليل المواقف والآلام القديمة وما مررت به لا يقدمك للأفضل .. يجعلك تقفين مكانك ملتفته إلى الماضي تعيدين الذكريات القديمة وتجددين الشعور بها مره تلو الأخرى .. دون فائدة تذكر .

عقلك ثمين جدا لو أنفقنا ما في الأرض جميعا لصنع عقل آخر فلن نتمكن من ذلك إطلاقا ، ومن شكر الله على نعمة العقل : حسن استثماره و استخدامه فيما يعود علينا بالمنفعة .

فكيف تستثمرين عقلك ؟ و وقتك الذي هو رأس مالك ؟
 

الظروف التي يعيشها العالم اليوم من البقاء في المنزل و قلة الخروج من البيت و الاشتراطات الصحية و ما ترتب عليها من ضعف التجمعات تذكرني بكتاب :

(الاعتكاف على الذات) للمؤلف آنتوني ستور حيث ذكر فيه : أن العزلة والتوحد مع الذات : مصنع الابداع و يضرب المثل بمفكرين كبار لاقت أعمالهم نجاحا كبيرا كتبوا كتبهم التي أثرت البشرية و هم في ( عزلة ) مثل : دوستويفيسكي و بياتركس بوتر .

و قد تكون العزلة إجبارية مثل ما حدث لآديث بونيه حين سجنت وهي دكتوره عمرها ست وستين سبع سنوات بتهمة أنها عميلة بريطانية تحت ظروف قاسية جدا في زنزانه باردة وليس فيها نافذه و بعد ذلك بشهور حبست في زنزانه مظلمة تماما والحوائط مبلله ومغطاة بالقاذورات ولا يوجد تهوية وخرجت الدكتورة من هذا السجن بنفسية متزنه وحاله عقليه قوية لم تتأثر و لم تصب بالجنون وقد وضحت سبب ذلك في كتابها : أنها قامت بابتكار أساليب كثيرة للحفاظ على عقلها منها : كانت تقوم بجولات ذهنيه في المدن التي تعرفها جيدا .

وقامت بتأليف الأشعار ، ثم ترجمتها للغات الست التي تتقنها كوسيلة لشغل عقلها عن التفكير الحزين والقلق ، وقد نجحت فعلا في ذلك ، ويتضح ذلك في صمودها في وجه المحققين وعدم الاعتراف بذنب لم ترتكبه .

ويقول دكتور آنتوني ستور : ( و هي بذلك تكشف لنا عن حقيقة أن العقل الذي بنى بناءً مكينا و الذي خضع لنظام لا يريم عنه : يمكنه أن يظل سليماً و لا ينهار حتى تحت أقسى الظروف )

وفي التاريخ الإسلامي ورد أن الإمام شمس الأئمة السرخسي كتب كتابه المبسوط إملاءً على تلامذته من ذاكرته و هو مسجون في بئر و قضى في السجن خمسة عشر عاما ، و الكتاب الآن مطبوع في ثلاثين جزءا و يعتبر من أكبر المراجع في كتب الفقه .

قال في المبسوط عند فراغه من شرح العبادات هذا آخر شرح العبادات بأوضح المعاني، وأوجز العبارات، إملاء المحبوس عن الجمعة والجماعات ، وقال في آخر كتاب الطلاق، هذا آخر كتاب الطلاق المؤثر من المعاني الدقاق ، أملاه المحبوس عن الانطلاق المبتلى بوحشة الفراق، مصليا على صاحب البراق، ﷺ أهل الخير، والساق، صلاة تتضاعف وتدوم إلى يوم التلاق.

و أنت ؟ ماذا ستفعلين لتستثمري عقلك ووقتك للأفضل؟
ابدئي بخطوة واحدة صغيرة جدا و تذكري

( رحلة الألف الميل ٠٠ تبدأ بخطوة )

  

إلى فريدة...

 خلقك الله لتكوني فريدة راضية بما قسم الله لك , لا تعبأ بالسعي لرضا الآخرين نحن نعيش معهم ولا نعيش لأجلهم ولكي تعيشي معهم على أكمل وجه وتستمتعي بوجودهم في حياتك 

عليك الرضا بالمكان الذي خلقك الله به 

الرضا بالشكل الذي خلقك الله عليه

الرضا بقدراتك ومؤهلاتك وأننا جميعا مختلفون  

طبطبي على نفسك وافرحيها واسعدي معها بكل انجاز , ليس عليك أن تقلدي أحد كي تكوني جيدة فقط كوني نسخة افضل من نفسك .

خلقك الله مهمة وجاء بك في هذه الحياة ليكون لك دور في الأرض ..

تحاوري مع ننفسك كيف ممكن تجاوز المواقف الصعبة بطريقة أيسر وبأقل قدر من الخسائر , ماالذي يمكنه فعله لجعل هذا اليوم افضل ؟ ارفقي بنفسك كما الأم مع رضيعها تقبليها  وارحميها واعطيها الأمان وتعاهدي العناية لها وأشعريها بالحب نحن قادرون على منح الحب لأنفسنا إن رضينا بها.



الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...