Saturday, April 3, 2021

الرسالة السادسة

 ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك بنفسك وبالآخر ؟

 

إن رؤيتنا لمظهرنا الخارجي مهمة في تشكيل صورة الذات التي هي أساس الثقة بالنفس،وكلما اتسمت رؤيتنا لذاتنا بالاعتدال وعدم رفع سقف المتطلبات والتوقعات ازددات ثقتنا بنفسنا ورضانا عن الصورة التي خلقنا الله عليها .

وصورة الذات في زماننا الحالي قد تتأثر برؤيتنا للمشاهير الذين يطلعون علينا يومياً ( لامعين ) متناسقي المظهر ويبدون خالين من العيوب ،بملابس براقة مثالية وباهظة الثمن وأجسام متناسقة ورائعة .

 

نميل نحن البشر إلى أن يكون مظهرنا جميل وجذاب ، و لقد استغل الاعلام هذه الحاجة النفسية للتميز والجمال ؛ وعبث بصورة الذات للمرأة و الرجل على حد سواء ، بالتسويق لعيادات التجميل التي صارت تتبارى بصورة شرسة باستغلال الحاجة للتميز واثبات الذات في تسويقها لمراكزها .

كما أن الاعلام و برامج التواصل الاجتماعي يظهر لنا المشاهير بصور مثالية تماماً فنراهم يوميا : لائقوا المظهر وصحيون ويبدون واثقين من أنفسهم، وبشرتهم خالية تماماً من العيوب ، ويضفي عليهم تصفيف الشعر والمكياج والملابس وكاميرات التصوير والمجوهرات تألق وجاذبية غير معتادة .

مما يصيبنا بالإحباط من شكلنا الخارجي الذي وإن بدى طبيعيا وحلواً إلا أنه لا يقارن بمثالية مظهر المشاهير .

يجب علينا ألا ننسى أن عملهم يتطلب الظهور بمظهر جذاب وكامل ، و هم يكسبون المال من استعراض شكلهم وممتلكاتهم ليحصلوا على فرص عمل ذات دخل أكبر ، و لذلك يعرضوا أنفسهم لعلمليات التجميل ومشرط الجراح و أبر البوتكس والفيلر للتعديل بالتصغير والتكبير والقص و الترقيع ، بالإضافة إلى برامج الفوتوشوب التي تمسح كل عيوب البشرة وتظهرها بمظهر صحي مثالي صافي تماما من أي عيب ،وصور ( قبل و بعد ) المنشورة في كل مكان تؤكد لك صحة كلامي .

 

بالإضافة إلى أنه ليس من المنطقي مقارنة نفسك في الظروف اليومية العادية مع صورك أثناء حضور حفل زفاف قمت فيه بوضع مكياج على يد خبيرة وسرحتى شعرك عند مصففة شعر ولبست أبهى حله وأجمل مجوهرات ، وربما تعرضت الصورة للتعديل والفوتوشوب .

فما بالك بمقارنة نفسك من تدعوها وظيفتها كفتاة إعلانات أو ممثلة لبذل جهد مضاعف في التجميل وتصفيف الشعر واختيار الملابس والوقوف تحت إضاءة معينة وفلاتر ؟

 

حتى حواراتهم في المقابلات أو ظهورهم المصور المنشور بوسائل التواصل الاجتماعي كله يتعرض للإعداد و التدريب ليظهروا بمظهر الواثقين والمثاليين .

 

ليس من المنطقي مقارنة نفسك بجمال وهمي ، فالحياة الواقعية فيها النقص والعيب وليست مثالية كما يصورها ( فتاة الإعلانات ) وغيرهم ، فرحمةً بنفسك ولطفا بها : لا تفرضي على نفسك شروط المثالية و الكمال لترفعي من قدرك وثقتك بنفسك .

 

فلقد أثبتت الدراسات النفسية أن من يربط ثقته بنفسه بمظهره الخارجي يصبح ضعيفا أمام أي تغيير يحصل لشكله ، لأنه يعلق ثقته بنفسه بأمر غير دائم وقابل للتغيير مع ظروف الحياة و الأمراض و الحمل و الولادة و تقدم العمر .

و يصبح بذلك عبدا لصورته و شكله ويعطيها جل اهتمامه و ماله و يتوقع بناءً على ذلك أن يحصل على إعجاب الآخرين وانجذابهم .. و إن لم يحدث ؟ رجع على نفسه باللائمة و ازداد في سباق التجميل .

 

والاهتمام المفرط بالشكل يجعل الانسان يشعر من داخله باللامعنوية و الغضب من نفسه و الآخرين والخوف وعدم الأمان وفي أعماقه لا يثق بنفسه كما يبدو عليه مما يجعله يظهر المزيد من الاستعراض و اللمعان الخارجي ليبهر الناس وهو من الداخل هش ومهشم .

 

تقبلي الصورة التي خلقك الله عليها وأضيفي لها العناية والتشذيب الذي يزيدك جمالا بالمعقول ودون تجاوز الحدود الصحية و الشرعية .

وذكري نفسك دائما أن الجمال الحقيقي هو جمال علاقتك بذاتك وجمال علاقتك بالآخرين وأن الناس تحبك لما أنت عليه من حسن خلق و رقي في الطباع وليس للون بشرتك و طول شعرك و مجوهراتك .

والانجذاب والحب يرتبط ارتباطا وثيقا بالارتباط النفسي و اشباع الحاجات النفسية أكثر من المظهر والشكل .

إذا كنت تحبين القراءة و خصوصا الأدبية فأنا أدعوك لقراءة قصة

(قبح جميل) لمصطفى صادق الرافعي ، فقد قرأتها في مراهقتي و أثرت ببنياني النفسي أشد التأثير .

 

++ أثق أن لديك الكثير من القصص لتحكيها لنا وأسعد بقراءتها ++

الرسالة السادسة

  ما هي نظرتك لشكلك ؟ ترين نفسك قبيحة أم عادية ؟ متوسطة أم أكثر من المتوسطة ؟ أم أنك ترين نفسك جميلة وجذابة ؟ و ما أثر ذلك على مزاجك وعلاقتك...